رسائل إبداعية/ للكاتبة - مباركة الزبيديكتاب الرأي

أنت مبدع ، إذاً أنت مسؤول

ربما كثر الحديث عن الإبداع ومفاهيمه المختلفة في كل مكان ، وأصبح أغلب الناس يرددونها ويطلقونها على أي عمل أو إنجاز ينال إعجابهم ، أو يُلقب به صاحب ذلك العمل المنجز إذا نال على استحسانهم  ، وفي أحيان يطلقه  الشخص نفسه على ذاته ، أو على أفعاله التي يرى أنها تستحق الثناء ، أو من باب دعم وتقدير الذات كما ينادي بذلك المختصون في مجال التنمية البشرية ومن في حكمهم ،  وهؤلاء الداعمون لذواتهم هم نقطة تسليط الضوء هنا ، خاصة في الآونة الأخيرة عندما ازدادوا مع ازدياد التخصصات ، واتساع المجالات ، وإطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ، الرؤية الطموحة التي  بادر بها  صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ، التي تشجع الأفراد وخاصة الشباب من الجنسين على المشاركة المجتمعية بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة بما يملكون من أفكار ومشاريع ومواهب إبداعية بدورها ترفع الاقتصاد الوطني وتحقق الازدهار والرخاء للوطن  والمواطن ؛
أقول : لقد أنعم الله عليك يامن تصف ذاتك بالإبداع بنعم كثيرة أهمها نعمة الإيمان به ثم الثقة بالنفس ، حيث أن كثير من الناس يفتقدونهما أن النعم تدوم بشكرها أولاً ، بعد ذلك يأتِ دور المحافظة عليها ، وطريقة المحافظة تأخذ أشكالاً عديدة كإيصال إبداعاتك ومهاراتك بشكل علم نافع ، ومساعدة من يحتاج لك في أمر يتطلب الاستعانة بما تتمتع به من هذه المهارات …. الخ )، لأنك بذلك قد كسبت بإذن الله خيري الدنيا والآخرة ، وهذا أفضل بكثير من أن تكون لوحدك مكتفياً بإطلاق الألقاب على نفسك ، لأنك لو ظللت هكذا ، أو منتظراً العروض الباهظة لتختار منها ما تشاء فلن يعرفك أحد على أقل تقدير أو يلمس إنتاجك لكي يقدم تلك العروض لشخصك الكريم ؛
قد يكون ما أثرته أعلاه غير مقنعاً للبعض ، لكنها الحقيقة التي يجب إدراكها ، فأنت عندما تطلق على نفسك الألقاب ، ويستعان بك ولا تجيب دائماُ إلا بثمن هنا ستظل تدور فقط حول ذاتك ولن يلتفت إليك أحد ، بينما لو بادرت لكل من يناديك مستشعراً شيئاً من مسؤوليتك الاجتماعية والأخوية تجاه محتاج لك ولعلمك وتوثق عملك ، وتخللت ذلك بعرض آخر مرتبط بما لديك من مهارات أخرى ، أو أن تعرض على من تقدم له الخدمة التسويق لك ، هنا قد كسبت الرهان ، ثقتة مجتمعك ودعمه ومساعدته لك بنشر إبداعك ، وأيضاً زيادة في رصيدك فيما لو كنت لاتنتظر من يسوق أو يعرف بك ..
تنص العادة الرابعة من العادات السبع المذكورة في كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية للمؤلف ستيفن آر- كوفي بأن يفكر الإنسان في منفعة الآخرين بمعنى أن يكون هناك في داخل بؤرة اهتمامه أمور يفكر بها لصالح الآخرين كالتفكير بعلم نافع يقدم لهم أو خدمة إنسانية أو تنموية أوتطوعية  أو إصلاحية… الخ ) ـ وقد سبق إلى ذلك ديننا الإسلامي القويم ستيفن بقرون عندما قال تعالى ( إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم ) وقوله صل الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. )وذكر منها أو علم ينتفع به  وهذا يحثنا كمؤمنين أننفكر بعمل صالح يبقى أجره مستمراً لنا حتى بعد رحيلنا عن هذا العالم ..
لكن يجب أن ندرك بأنه لا بد أن يدخل هنا الاتزان والتوازن بحيث أن نجعل أنفسنا مع الجميع ونحب ذواتنا ونقدم لها المكافآت التحفيزية والتقديرية على كل عمل إيجابي تبادر أو تقوم به ، بل ونفكر بالخير لها دائماً وذلك لأن المنفعة وحب الخير تبدأ بحب الذات وتقديرها أولاً، وبعد ذلك حب لأخيك ما تحب لنفسك ، لأنه ان كانت ثقة الفرد بنفسه ليست في محلها فحتماً لن يستطيع أن يبدع في التفكير بالمنفعة للآخرين حتى وإن استطاع ذلك مؤقتاً فلا بد أن تظهر بعض السلبية على أفعاله وهذا ما يعبر عن بأن فاقد الشيئ لا يعطيه .. إذاً ابدأ بحب الله، ثم حب رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، ثم ذاتك ، ثم من هم حولك .. وبذلك سوف تمتلك الذات الإبداعية والشخصية الاجتماعية المتميزة بإذن الله.
إذاً أقول لكل مبدع وكل صاحب ملكة أو مهارة : فنية ، علمية ، أدبية ، لغوية ، فنية ، حرفية  أن يجعل من نفسه مسؤولاً ويدرك معنى المسؤولية ، نغم أنت مبدع إذاً أنت مسؤول عن عما تملك ولمجتمعك وإخوتك من أبنائه حق عليك مما تملك من مواهب وقدرات ومن حقهم أن يحصلوا على بعضاً منها وليس كلها بالمجان

 

مباركة الزبيدي
إعلامية وكاتبة

مباركة الزبيدي

كاتبة وإعلامية _ سعودية باحثة و مختصة في علم الاجتماع مدربة في التنمية البشرية مهتمة بالمواهب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى